رغم انتكاسة "حزب الله".. الصواريخ قصيرة المدى "صداع" في رأس نتنياهو
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن "حزب الله" اللبناني تعرّض لانتكاسات كبيرة تحت الضربات الإسرائيلية التي شهدها لبنان إلى جانب التوغل عبر الحدود.
ورأت الصحيفة أن "نجاح العملية الإسرائيلية فاق توقعات المسؤولين الأمريكيين، حيث تم تقليص قدرة حزب الله على ضرب العمق الإسرائيلي إلى حد بعيد، وتم إضعاف قيادته السياسية والعسكرية بشكل كبير".
وفي الوقت ذاته، اعتبرت الصحيفة أن "إسرائيل فشلت في القضاء على تهديد الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها الحزب باتجاه النصف الشمالي من إسرائيل، وفقًا لرؤية المسؤولين الأمريكيين".
ويرى المسؤولون الأمريكيون أنه "طالما استمر إطلاق الصواريخ، فإن العملية الإسرائيلية لا تستطيع تحقيق أحد أهدافها الرئيسة التي تتمثل في تأمين الشمال حتى يتمكن عشرات الآلاف من المستوطنين من العودة لمنازلهم".
و"حاليًا، أدى فشل إسرائيل في تقليص تهديد الصواريخ قصيرة المدى إلى وضع ضغوط على حكومتها للقبول باتفاق وقف إطلاق النار، والحد الأدنى من التوقف المؤقت للأعمال العدائية"، وفق الصحيفة.
بين بايدن وترامب
"وبينما واجهت إدارة بايدن صعوبات في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في غزة، يقول المسؤولون المطلعون على المفاوضات مع الحزب إنه توجد فرصة واقعية لاتفاق يشمل لبنان".
ووصل عاموس هوكستين المبعوث الأمريكي، إلى بيروت، يوم الثلاثاء لمحاولة إنهاء بعض التفاصيل، وقال إن هذه "لحظة حاسمة في اتخاذ القرار" محاولاً إيجاد حل لوقف الحرب، في حين سيزور إسرائيل الليلة ليكمل جهوده.
وتقول الصحيفة إنه "مع ضعف حزب الله بشكل كبير، يعمل المسؤولون الأمريكيون على التوصل إلى اتفاق قبل مغادرة الرئيس بايدن منصبه، ورغم تعهد خلفه ترامب بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، إلا أنه لم يوضح كيفية تحقيق ذلك".
و"لا يزال لدى حزب الله القدرة على إطلاق 100 صاروخ أو قذيفة، يوميًا، إلى شمال إسرائيل. وهذه الذخائر قصيرة المدى سهلة التخفي، وصعبة التحديد، وسيتطلب القضاء عليها من إسرائيل توسيع عمليتها العسكرية بشكل كبير، وتعبئة قوات الاحتياط المنهكة بالفعل"، وفق الصحيفة.
حرب عصابات
وتنقل "نيويورك تايمز" عن المسؤولين الأمريكيين مخاوفهم من أن "حزب الله لم ينشر بعد ما بين 20,000 إلى 40,000 مقاتل، مما يثير القلق من أن الحزب قد يستعد للقيام بحملة حرب عصابات طويلة الأمد ضد القوات الإسرائيلية، خصوصًا في جنوب لبنان".
ويقول بريت هولمغرين مدير "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب" في تصريح له: "أدت الإجراءات العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير قدرات حزب الله العسكرية بشكل كبير. لكن القوات البرية في الجنوب ما زالت إلى حد ما سليمة".
وبالنظر إلى هذه الواقع، قالت المصادر الأمريكية إن "وكالات الاستخبارات الأمريكية ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار هو أفضل فرصة لإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم بالقرب من حدود لبنان"، كما نقلت الصحيفة.
يذكر أنه تم إجلاء المدنيين الإسرائيليين من منطقة تمتد على مسافة ميلين قرب الحدود مع لبنان في أكتوبر 2023، في البداية بسبب مخاوف من التسللات عبر الحدود من قبل قوات حزب الله وتهديد صواريخ مضادة للدبابات.
وتبلغ مدى صواريخ مضادة للدبابات حوالي 6 أميال، مما يعني عدم وجود وقت لتحذيرات من إطلاق النار المقبل، وعلى عكس الصواريخ قصيرة المدى، لا يمكن اعتراضها بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وقال المسؤولون في تل أبيب وسكان شمال إسرائيل إن حوالي 60,000 من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم لن يشعروا بالأمان للعودة حتى يتم ضمان أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيبقي مقاتلي "حزب الله" شمال نهر الليطاني.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن "ذلك سيوفر حماية للمجتمعات الإسرائيلية من صواريخ مضادة للدبابات، ويقلل من احتمالية التسلل، ويوقف القصف الصاروخي المستمر".
ملامح الاتفاق
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن "الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق النار في للبنان يعتمد على نسخة محدثة من قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى آخر حرب لإسرائيل مع "حزب الله" في 2006، وفقًا للمسؤولين المطلعين على الأمر".
و"تتضمن هذه النسخة من 1701 مذكرة تفاهم جانبية مع ضمان أمريكي يسمح لإسرائيل باتخاذ إجراءات إذا تم اكتشاف أن "حزب الله" قد انتهك الشروط"، وفقًا لمسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر.
"في الوقت الحالي، تقوم القوات العسكرية الإسرائيلية بتكثيف عملياتها في لبنان فيما وصفه المسؤولون والمحللون الإسرائيليون بأنه إستراتيجية للتفاوض تحت النار"، كما تقول "نيويورك تايمز".
و"تعتقد إسرائيل أنها قريبة من تحقيق هدفها في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله في الشريط الذي يمتد لمسافة ميلين ونصف على طول الحدود، وقد أضعفت بشكل كبير ترسانة حزب الله"، كما يرى مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن "القضاء على ما يكفي من الصواريخ قصيرة المدى لإيقاف الهجمات على شمال إسرائيل غير ممكن. ولا تزال منطقة واسعة من شمال إسرائيل، التي لم يتم إجلاء معظم سكانها منها، تحت تهديد مستمر".
وترى الصحيفة أنه "بينما يقوم نظام القبة الحديدية الإسرائيلي باعتراض معظم الصواريخ الموجهة نحو المناطق السكنية، فقد أثبتت الطائرات المسيرة أنها أكثر صعوبة في الاعتراض وقادرة على استهداف أهداف حساسة".
ورغم احتفاظ "حزب الله" بقدرات كبيرة، وفقًا للمسؤولين والخبراء الإسرائيليين، فقد حرمت إسرائيل الحزب من القدرة على إطلاق آلاف الصواريخ أو الصواريخ يوميًا. فقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية 70% من قدراته على استخدام الطائرات المسيّرة، بحسب المسؤول العسكري الكبير".
وأضاف المسؤول الأمريكي أن "أن الحزب بدأ في إطلاق أسراب صغيرة من 3 أو 4 طائرات مسيّرة في كل مرة، بدلاً من 40 أو 50 كما كان مخططًا".
ويقول الضباط الإسرائيليون في جنوب لبنان إنهم واجهوا قتالًا قريبًا أقل بكثير مما كانوا يتوقعون في المناطق المفتوحة، رغم أن الجنود لا يزالون عرضة لنيران الصواريخ وصواريخ مضادة للدبابات.
و"فرّ سكان القرى الحدودية اللبنانية، وغادر معظم المقاتلين، قبل وقت طويل من وصول الجيش الإسرائيلي"، وفقًا لما ذكره الضباط.
لكنّ بعض فرق "حزب الله" الصغيرة تمكنت من نصب كمائن للقوات الإسرائيلية في المناطق المبنية. وقُتل 6 جنود في أحد تلك الكمائن، الأربعاء الماضي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|